رئيس التحرير : مشعل العريفي

خيارات الأسد الكارثية لمواجهة معضلة رامي مخلوف

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: كشف تقرير نشرته الحرة نقلا عن معهد الشرق الأوسط أن رجل الأعمال المدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رامي مخلوف، الذي ظهر في مقطعي فيديو مثيرين للجدل بعد خلاف مالي مع حكومة دمشق، بات يشكل تحديا "خطيرا" لابن عمته رئيس النظام بشار الأسد.
نزاع مفتوح على الصعيد الوطني وقال التقرير، أن مخلوف خلق صدعًا غير مسبوق في صفوف الموالين، حيث حول نزاعه مع النخبة الحاكمة في سوريا من نزاع كان يخضع لسيطرة محكمة وخلف أبواب مغلقة إلى نزاع مفتوح على الصعيد الوطني لم يُر مثله من قبل منذ مواجهة حافظ الأسد مع أخيه رفعت عام 1984".
تهديد مباشر لسلطة الأسد واعتبر التقرير أن مخلوف الذي امتلك نحو 60 في المئة من اقتصاد سوريا في فترة ما قبل الحرب - يمثل تهديدا مباشرا لسلطة الأسد، مشيرا إلى أن كلمته في الفيديو الذي نشر يوم 30 أبريل الماضي حملت لغة تهديد مبطنة، عندما قال: "إذا استمر هذا المسار، ستكون الأوضاع في الدولة بغاية الصعوبة"، وكانت هذه رسالة واضحة بأنه لن يتراجع.
استخدام القوة وأشار التقرير إلى أن مقطع الفيديو الأول كان مباشرا ومحاولة أخيرة للحصول على إعفاء من الضرائب التي فرضت على شركته للاتصالات ولحث الرئيس السوري على التدخل، وعرض من خلاله تسوية لأوضاعه المالية. وفي الفيديو الثاني بدا غاضبا وكانت لغته أكثر حدة، بعد أن قال التقرير إن الأمور لم تجر على ما هو مخطط له إذ تم اعتقال ثلاثة من موظفي شركته على مستوى مدراء، وأكد مخلوف في الفيديو أنه لن يستسلم، وانتقد قيام الدولة باستخدام القوة بهذه الطريقة، وهو ما اعتبره التقرير محاولة "لإضعاف" الزعيم السوري على المستوى الشعبي، و"هز" القاعدة الموالية له.
أسماء الأسد ولفت التقرير إلى الاتهامات والضغوط التي تعرض لها مخلوف وشركاته خلال الفترة الماضية، ومن بينها استحواذ النظام على جمعية "البستان" الخيرية، والتي يعتقد أن السيدة الأولى أسماء الأسد كانت تقف وراءها.ولم يدخر مؤيدو مخلوف جهدا في توجيه الاتهامات لها عندما وصف قريب له، يدعى سميح، عائلتها بـ"العثمانيين الجدد" في إشارة طائفية إلى هويتها السنية... واعتبر فراس الأسد، نجل رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري، أن الصراع لا يتعلق بالدرجة الأولى بالدائرة الداخلية بقدر ما يتعلق بالرئيس مباشرة. وكتب على فيسبوك "رامي مخلوف يعرف جيدا أن مشكلته ليست مع السيدة الأولى ولكن مع الرئيس نفسه".
هجوم النظام السوري
وأوضح التقرير أن النفوذ الذي تمتع به مخلوف جعله هدفا لهجوم النظام السوري، فقد بنى جيشا وجمع ثروة هائلة وحقق نفوذا إعلاميا وكون شبكة كبيرة من العلاقات التجارية والعسكرية المعقدة، ما جعله "تهديدا يلوح في الأفق وهدفا مربحا".
المساعدات المالية والعسكرية وقال التقرير أن نظام الأسد كان يعتمد على مخلوف في توفير المساعدات المالية والعسكرية خلال سنوات الحرب، لكن مع زيادة قوته وحجم ميليشياته المسلحة، بات محتوما على النظام التحرك ضده الآن بعد أن أصبح "لاعبا خطيرا له الكثير من النفوذ والقوة". لافتا إلى أن قوته نمت بشكل "لا يمكن السيطرة عليه خلال الحرب، لكن حينها كانت دمشق غير راغبة أو غير قادرة على قص جناحيه طالما كان الصراع العسكري لا يزال محتدما".
أكبر معضلة للأسد وتابع التقرير : أما الآن، فيستطيع النظام أن يجد الأشخاص الذين يمكنهم سد الفجوة إذا تم الاستيلاء على إمبراطورتيه، وهناك شخصيات "مستعدة للانقضاض وتوسيع نفوذها في حساب مخلوف في قطاعات مثل الاتصالات والإعلام والعقارات". لكن هناك مشكلة تواجه الأسد، هي أن مخلوف لا يزال يحتفظ بدعم كبير داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، إذ لديه مجموعة من الشركات التي وفرت فرص عمل لعشرات الآلاف من السوريين وأقام مشاريع إنسانية خلقت المتعاطفين والموالين له "وهنا تكمن أكبر معضلة للأسد: إن إخراج مخلوف بلا رحمة يخاطر بفقدان دعم مؤيديه، وإذا لم تسر الأمور وفقا لما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد".
التحدي الآخر وأضاف التقرير: "التحدي الآخر الذي يواجه الأسد، هو أنه إذا سقط مخلوف في المعركة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التمزق في نسيج المجتمع السوري، والقبض عليه لن يحل المشكلة أيضا لأنه سيبقى رمزا لشخص يمكنه الدفاع عن نفسه والوقوف ضد الرئيس السوري، وإذا أُصيب أو قُتل، فقد يتحول إلى رمز يتم تكريمه وقد يؤدي ذلك إلى حدوث صدوع لا يمكن إصلاحها، وفقا لما ذكره المعهد."

arrow up